بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ))
صدق الله العظيم
شهـداءَ غـزة، أيهـا الأبــرار
مـا حيلتـي إن جُنّـت الأوتـارُ؟
فالجرح أكبر من جميل الصبر، من
دنيا الشعـور، ودونـه الأشعـار
هذي لحون القلب، بعثرها الهوى
والحـزن والثـارات والأوطــار
يا من أراكم في الخيـال حقيقـة
لا الموت يرهبكـم، ولا الأخطـار
تتضاحكـون، مهنئيـن نفوسكـم
بشهـادة يشتاقـهـا الأحــرار
والحمد فـوق شفاهكـم أغـرودة
والنار فـوق رؤوسكـم أمطـار
والأرض أقفاص الهداة، تكسـرت
أبوابـهـن، فـفـرت الأطـيـار
ومضت إلى باب السمـاء تدقـه
ولها عليـه مـن النجـوم نثـار
صبّـوا دماءكـم عليهـم لعنـة
لا لا، فـإن جسومهـم أوضــار
ودم الشهيد إذا تسرب في الثـرى
فالصخر يورق، والتـراب يـزار
فإذا الربيـع أتـى عليـه أحالـه
روضـاً أقـلُّ ثـمـاره الـثـوار
يا راحلين، وخلفهم قلبـي، وفـي
خلَدي تقيم طيوفهـم إن سـاروا
بالأمس كنتـم كالأهلـة للـورى
والآن فــي جناتـكـم أقـمـار
حزنـي عليكـم قاتـل، وأمــره
حـزن يـطـوف بأهلـكـم زوار
فلقد سعدتم في الجنـان وأهلكـم
لهمُ مـن الشجـن المقـدس دار
من كـل أرملـة وثكلـى قلبهـا
صبـر، ودمـع عيونهـا مـدرار
أو طفلة فقـدت أخاهـا أو فتـى
يبكي أبـاً.. فيهيجنـي استعبـار
فإذا حييـت ثـأرت أو فعزاؤهـم
موتـي.. فمـاذا أيهـا الأقـدار؟
أقسمت لو أدركت من عمري المنى
ألاّ أمـوت وفـي فـؤاديَ ثــار
شهداء غـزة إخوتـي وأحبتـي
أين الحديـث العـذب والأخبـار؟
ماذا عن الجنات؟ مـا أسرارهـا
وقصورها؟ ما العطـر والأنهـار؟
مـاذا؟ أحقـاً إنهـا بقدومـكـم
ضحكت على ربواتهـا الأزهـار؟
فـإذا الأحبـة والملائـك محفـل
كالسحر، يشـدو عبـره السمّـار
هذا الفؤاد غـدا غـداة رحيلكـم
أضـرى غرامـاً، والمحبـة نـار
أنا عشت حاديكم، فكيف أحبتـي
طابت لكم من دونـيَ الأسفـار؟
إني أحـنّ إلـى لقـاء وجوهكـم
مـا زارنـي ليلـي، ولاح نهـار
منقوووووووول